الغفران 

كلمة لها وقع خاص ومعنى عميق في الروح والوجدان
الغفران : أن يصفح المرء عن ذنب أخيه في حقه وأن يتجاوز عنه

وقيل أيضا : أنه تغطية الذنب بالعفو عنه ..
فالغفران يسعد الروح ويصفي القلب ويضيف للحياة لون آخر ، ويجعل الدنيا كشمعة تضيء للفرحة والرضا

الغفران خلق الأقوياء
تقول أمي لي : بنيتي تعلمي الغفران فهو يحرر عقلك من سطوة جنون الغضب ، وينتشلك من الهمجية والانتقام
الغفران يساعدك أن تمضي في طريق الحياة بخطوات واثقة إلى الأمام ، ربما يملأ قلبك الألم وعقلك الغضب وتشعرين بقسوة القيد ولكنك إن استعنتِ بالله سوف تخرجين من كل هذا وتحلقين نحو راحة البال وتنالين العفو العام من الكريم المنان

ولقد نقشت من روحي اسما خالدا هو الغفران تغذى من دمي وعانق كل تفاصيلي

شافاك الله وعافاك أمي الحنون والمربية الصادقة المخلصة .. آمين

ومضة

عندما تشتكي آلامك ومصائبك للناس فكأنك تشتكي الله لخلقه ... 

أليس أمرا سيئا ؟!!! 

لما لا ترفع يديك وتطرق باب الرحيم فهو كاشف الضر ومجيب دعوة المضطرين ...

بقلم / سميرة رعبوب

الاسلام يحارب التعصب الجاهلي والتقليد الأعمى ..

الاسلام يحارب التعصب الجاهلي والتقليد الأعمى ..

من أسس عقيدة الاسلام أنه أزال لوثة العصبية الجاهلية والتقليد الأعمى 

وقد بين تعالى الغاية من اختلاف الناس ، وتباين ألوانهم ، وتعدد جنسياتهم حيث 


قال تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ 


لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ". [الحجرات:13].

فالغاية من هذا الاختلاف والتنوع التعارف الذي ينتج عنه زيادة الوعي والثقافة 


والمعرفة وتبادل المصالح النافعة للجميع ، وليس المقصود منه المفاخرة والمفاضلة 


كما قد يفهم البعض ، ويجد في نفسه حرج من هذه الآية إذا ذكّر بها 

يقول الرب الرحيم جل وعلا : " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ميزان التفاضل لا يملكه 


إلا الله تعالى ..

فكم من أناس شهد لهم بالصلاح والخير والشهادة ولكنهم عند الله تعالى غير ذلك ، 


قال النبي عليه الصلاة والسلام : ((إن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد 


ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعوا به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في 


سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلتُ على رسولي؟! 


قال: بلى يارب. قال: فماذا عملت بما علمت؟! قال: كنت أقومُ به آناء الليل وآناء 


النهار. فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول الله له: بل أردت أن 


يقال فلان قارئ، فقد قيل ذلك - أخذت أجرك في الدنيا. أخذت أجرك في الدنيا ثم 


يُسحب به إلى النار ... الحديث )) والعياذ بالله.

وكم من أناس آخرون يدفعون من على الأبواب شعثا غبرا ، لا يهتم بهم أحد ، إذا 


أقسم أحدهم على الله لأبره ، عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : قال رسول الله 


صلى الله عليه وسلم : (( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )) 


رواه مسلم ( 38 ) .

فكل من يدعو إلى التعصب إلى القبيلة أو الجنس أو الطائفة أو المذهب أو الفكر فهو 


جاهل مقلد 

عليه أن ينفض أتربة الكبر التي تسكن قلبه لينصاع إلى صوت الحق تبارك وتعالى 

وقد حكى تعالى حال أولئك الكفرة الجاهليين الذين ردوا دعوة أنبياهم للحق وإلى 


عبادة الله تعالى وحده دون سواه بسبب التعصب لنهج آبائهم ، قال تعالى : " وَكَذَلِكَ 


مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا 


عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ " . [الزخرف:23].

إنهم المقلدون الجاهلون الذين أماتت فيهم العصبية روح العدالة والمساوة ونور 


العلم والرقي ..

بقلم / سميرة رعبوب

[ إهداء للأطياف المتنكرة عبر عالم الأثير ]

لوثة سوداء سكنت قلبك ، جعلتك تقتفين الآثار في عتمة
بعيدة عن العيون ..
غافلة عن عين تارك ، تدرك جلية أمرك ، وحقيقة ذلك القناع
الذي أخفى ظلمات تغشتك ..
أتريدين جمع نقائص القوم بحثا عن نشوة تتراقص لها روحك الخاوية ؟!
استنزفت كل طاقاتك في الولوج من خلال الشرفات ، فهلا طرقت الأبواب كالشرفاء
وتعففت عن التلصص في الخفاء ؟!

إهداء : إلى أول قلب سكنتُ في
أعماقه ، إلى عالمي الأول ، وحبي الأزلي ... إلى " أمي " ♥


عالمي الأول 

من بين الملايين اخترق الحواجز في قناة فالوب .
صارع من أجل البقاء ..
تدحرج ثم تعلق
في جدار عالم يملؤهـ الظلام السرمدي
سكنته الظلمات ..
كان صغيرا ووحيدا في عالم مليء بالأسرار
دبت فيه الحياة مع أول نبضة قلب
انتقل من طور إلى طور
الوقت يمضي به بطيئا ..
ولكنه يشعر رغم الظلمة
بالدفء ..
في شهره السابع قبل الميلاد
تتخلل إلى مسامعه أصوات عالم مجهول ..
هناك صوت من بين الأصوات ..
يعزف على قيثارة الحب نغما جميلا على أوتار قلبه الصغير
نبض فؤاده ..
فنبض قلب آخر قريب من عالمه السرمدي الظلام
فسرت عاطفة تغذي العروق والأوصال ..
تسأل متعجبا : من أنا ؟ ومن تكون ؟

في يوم ما ،
تخللت الاهتزازات والاضطرابات جدران عالمه الصغير
علم أن عالمه بدأ في الانهيار
اشتد الضغط عليه
جعله ينقلب على رأسه
شعر بالاختناق ،
هناك في أعماقه شعور غريب
يدفعه للبقاء
صارع تلك الضغوط ، وقطع تلك المسافات
وخرج من عالم الظلمات .. فأرعبته الأنوار
فأطلق صرخته الأولى ..
ليعلن كينونته في عالم الوجود
ارتعد بردا وخوفا وأجهش بالبكاء
فجأة يتسلل إليه الدفء
يقترب منه صوت النبضات التي سمعها ذات يوم في عالم الظلام
طوقته يد حنون ، شعر بمزيدٍ من الدفء
فتكوم بدلال في محضنها الآمن .
سرت ترانيم الحب الأزلي في روحه ، عندما تغنت باسمه الشادي
فسكنت الفرحة أعماق وجدانه ، وتسارعت نبضات قلبه بقُبلة حانية
باحت بها بين عينيه ..
هنا فقط شعر بالأمان وأدرك حينها من يكون
ومن تكون هي .. !

ترانيم الصباح

أقبلت غِلالة النور تضيء سهولا ووديانا ، طوّقها ظلام الليل ..

فدبّتْ في الكون روح الحياة ، وعزفت طيور الحب على قيثارة الأمل ترانيم 

تشـدو بها نسمات ناعمات ، تعانق الروض برقة وجمال ..

الضمير اليقظ

طوّقه التعب
أراد أن ينام .
فرتل الليل آيات التجافي ، فخضع لها الفؤاد
لم يزل يناجي حتى الصباح !
نسيم عليل أذاقه شهد النعاس
استنكر وجه النهار قائلا : أين حق الرعية ؟!
راودته النفس هامسة : متى تنام ؟!
زجرها الضمير مؤنبًا : وكيف له أن ينام ؟!*


____________________

* الخاطرة : كتبتها بعد قراءتي لمقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه
قال : متى أنام ؟ إذا نمت بالليل أضعت حق ربي ، وإذا نمت بالنهار أضعت حق الرعية .
مقولته أثرت فيني فكتبت الخاطرة . 

طباع مسيلمة

مزقوا ثيابهم بعدما مرغوها بدمه ..

جاءوا يبكون ؛ يريدون ثمن تلك الثياب التي مزقتْ ..!

بقلم / سميرة رعبوب 

27 / 1 / 2012 - واتا 

عندما تتألم أمي

[ عندما تتألم أمي ] 
صرخات الألم يتردد صداها في طيات روحي 
تشق سكون الراحة في أعماقي .. فتتفجر منها براكين الجراح 
لتضخ ألما سرمديا يسكن قلبي وعروقي ..

[ عندما تتألم أمي ] 
يداهمني الخوف ، ويطوقني الحزن ،
وبيد قاسية يأخذ الألم بتلابيبي 
ويقيدني بالهموم .. !
وتغرقني الدموع 
فأصارع الهم، وأقاوم اليأس ، بيد تتضرع إلى السماء 
تهتف بثقة وإيمان " يا الله " 

[ عندما تتألم أمي ] 
تموت فرحتي ، وتُقفل أبوابُ السعادةِ في وجهي 
وأتوه بين مدائن الأحزان .. فلا أجد لي مرشدا 
ودليلا إلا القرآن .. 

[ عندما تتألم أمي ] 
يشتد الظلام في عيني ، ويزمجر العجز بين جوانحي ، 
وتعصف ريح الألم لتنخر أوصالي ، فتتصدى لها فطرتي 
وتحملني بين جناحيها ، لتحلق بي في آفاق الاعتصام بالله 
فيتردد في أعماقي صوت الحق [ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ] 


سميرة رعبوب 
الجمعة 20/1/2012م
26/2/1433هـ

حكاية حرف

عندما تقسو القلوب فإنها لا تبصر الحقيقة
وبين الحقيقة والأوهام تكمن معارك ...
وعند تحجر العقل يتسلل الجهل ، ليتمدد ظلامه ، ويغطي نور الفكر .
فيتناثر الحرف ، وتنتحر العبارة عند ضفاف السطر ...
ويبقى القلم حائرا بين الخط والرسم !
ويحاول أن يجيد فن الصمت !
وتنزف الفرشاة لونا قانيا كلون الدم ، تحكي صورة متكررة من بقايا أشلاء لأمتنا .
تتناثر بين ربوع الأرض ...

دورة كاملة

تلاحمتْ أعدادٌ كبيرةٌ منها
فشكلتْ سوادًا ..
لم تتمكنْ من حملهن جميعًا
فبكتْ !

اهتزتْ الأرضُ ابتهاجًا .
احتضنَ المحيطُ جزءًا منهن .

راودتهن خيوط ذهبية ،
فتكرر السواد ..