الثلاثاء، فبراير 14، 2012

الاسلام يحارب التعصب الجاهلي والتقليد الأعمى ..



الاسلام يحارب التعصب الجاهلي والتقليد الأعمى ..



من أسس عقيدة الاسلام أنه أزال لوثة العصبية الجاهلية والتقليد الأعمى 


وقد بين تعالى الغاية من اختلاف الناس ، وتباين ألوانهم ، وتعدد جنسياتهم حيث 


قال تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ 


لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ". [الحجرات:13].



فالغاية من هذا الاختلاف والتنوع التعارف الذي ينتج عنه زيادة الوعي والثقافة 


والمعرفة وتبادل المصالح النافعة للجميع ، وليس المقصود منه المفاخرة والمفاضلة 


كما قد يفهم البعض ، ويجد في نفسه حرج من هذه الآية إذا ذكّر بها 


يقول الرب الرحيم جل وعلا : " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ميزان التفاضل لا يملكه 


إلا الله تعالى ..


فكم من أناس شهد لهم بالصلاح والخير والشهادة ولكنهم عند الله تعالى غير ذلك ، 


قال النبي عليه الصلاة والسلام : ((إن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد 


ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعوا به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في 


سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلتُ على رسولي؟! 


قال: بلى يارب. قال: فماذا عملت بما علمت؟! قال: كنت أقومُ به آناء الليل وآناء 


النهار. فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول الله له: بل أردت أن 


يقال فلان قارئ، فقد قيل ذلك - أخذت أجرك في الدنيا. أخذت أجرك في الدنيا ثم 


يُسحب به إلى النار ... الحديث )) والعياذ بالله.


وكم من أناس آخرون يدفعون من على الأبواب شعثا غبرا ، لا يهتم بهم أحد ، إذا 


أقسم أحدهم على الله لأبره ، عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : قال رسول الله 


صلى الله عليه وسلم : (( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )) 


رواه مسلم ( 38 ) .


فكل من يدعو إلى التعصب إلى القبيلة أو الجنس أو الطائفة أو المذهب أو الفكر فهو 


جاهل مقلد 


عليه أن ينفض أتربة الكبر التي تسكن قلبه لينصاع إلى صوت الحق تبارك وتعالى 


وقد حكى تعالى حال أولئك الكفرة الجاهليين الذين ردوا دعوة أنبياهم للحق وإلى 


عبادة الله تعالى وحده دون سواه بسبب التعصب لنهج آبائهم ، قال تعالى : " وَكَذَلِكَ 


مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا 


عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ " . [الزخرف:23].


إنهم المقلدون الجاهلون الذين أماتت فيهم العصبية روح العدالة والمساوة ونور 


العلم والرقي ..


بقلم / سميرة رعبوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق