الخميس، نوفمبر 17، 2011

أنا والذكريات

من شرفة الحنين ينبلج نور القمر قائدا لموكبه الليل المختالُ زاهيا بثوبه الأسود اللامع بضوء النجوم . 
فتهب رياح دافئة بعد نهار اشتدت عاطفته حرارة ووهجا .. 
تورق حروف الكلمات من نهر الوجدان المتدفق في حقول الذكريات .
لأطير على أجنحة الخيال ، وأسافر إلى عالم سرمدي شديد الجمال .. 
أرسم لنفسي صورة زاهية في هذا اللقاء الحافل بيني وبين ذكرياتي التي فاح عبق تفاصيلها من وجداني .
لأنظر لمرايا الليل فأتذكر مسامرة القمر وهتاف النجوم في أرض نبتت زهورا من الحب الخالد الأزليّ .
مساحات كثيرة في الحياة نمر بها . في أجمل محطاتها امتداد للعمر . 
وهناك يتسلل من ثقوب الأيام مزيج من عطر الأمسيات، فيُسَّطر الشعر بلا كلمات . ويزداد الليل ابتهاجا واشتعالا . 
على ضوء القمر تسهر عيناي تناجي محبا مخلصا ويكون لليل سطوته في عالم العشاقِ، فيتوهـ الحرف على الشفاه وتتبعثر الكلمات؛ وينبثق الشعر بلا أوزان. 
ويتغلغل الدفء إلى الأعماق .. 
وفجاءة تعصف بي دائرة الحياة القاسية وتحوّل روضة الذكريات إلى ظلام دامس مازال حائرا في سراديب المجهول 
فتنهمر الدموع لتطفئ وهج الذكريات ويفوح شذى الرحيل لتنبثق الأشواق ويزداد الأنين .
وهكذا كل شيء يمضي ويروح وتبقى في النفس لوعة وشوق وشيء ربما يكون .... من الحنين !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق